عايش لكي امووووت

ايقن
انه لا مناص ولا مفر من تلك الحياه التعيسه التى يعيشها فلديون اصبحت تحيط
به من كل جانب والالتزامات اصبت ثقيله عن كاهله وهو لم يعد يستطيع التحمل
اكثر من ذلك فأحلامه كلها تنهار امام عينيه وهو لايستطيع ملاحقتها فقط
صامت ومستسلم للامر الذى اصبح واقعا
اصبح فى العقد الرابع من عمره
وهو قد اعتقد انه قد اصبح على وشك انهاء مسيرته فى الحياه فأبنه فى عامه
الاخير من كليته وابنته فى الثانويه العامه وكل شئ كان على ما يرام
واحلامه فى طريقها الى ان تتحقق ولكن انقلبت حياته فجأه رأسا على عقب
الديون تلاحقه فى كل مكان ولم يعد قادرا على ان يقوم بأبسط التزاماته
وحياته تقترب على الانتهاء الظروف تتعقد والامور تتدهور وهو لم يعد يستطيع
التحرك
استيقظ من نومه يرتدى ملابسه فى هدوء وهرع فى الخروج ولكن اوقفته صرخه
مصطفى
ايقن انها قد استيقظت حاول تدارك الامر والانصراف ولكن اوقفته صرختها ثانيتا
رايح فين
رايح الشغل
طب عايزه فلوس والبنت عايزه فلوس الدرس والواد لازم يدفع مصاريف الكليه النهارده
اما اجى
قال
تلك الكلمه واسرع فى الخروج وهيا ناظره اليه فى نظره كلها زهول وخوف فهى
لم تعد تعرف ما يدور فى خلد شريك حياتها وحبيبها لقد اصبح غامضا ومضطرب
دائما لم يعد هو من احبته وقررت ان تعيش معه بقيت حياتها ماذا حدث فهي لم
تعد تعلم
خرج الى عمله وهو لا يكلم احد فقط صامت شاردا ذهنه فكيف سوف
يخرج من كل تلك الازمات انهى عمله ورجع الى بيته فلم يجد احد فى البيت سوى
ابنه
ازيك يابابا كويس انك جيت ابن عمتى جه على الشارع انا رايح اجيبو
لم ينظر حتى اليه ولم يكترث لما يقول فقط متوجه الى الغرفه
والولد يرمقه بنظرات غريبه فلم يعد ذلك والده الذى كانت ضحكته تملا ارجاء المكان نزل وهو فى حاله زهول تاركا والده وحده
جلس
الوالد فى البلكون مدخنا سيجارته العاشره هرع الى الداخل محضرا ورقه بيضاء
وقلم وبدأ فى كتابه بعض الكلمات ووضعها على التربيزه وذهب الى البلكون
اضطرابات فى عقله الاحداث تمر سريعه لا حلول الاحلام تتدمر ولم يعد للحياه
بد اذن فما الداعى لها ما الداعى ان يعيش فيها اذن فهو الموت صعد على افه
الصور والقى بنفسه من فوق منهيا الامه بألم اكبر واحلامه بكبوس مفزع فهو
قد انهى كل شئ
عاد الولد وامام البيت ضجه والناس كثيرون اسرع ليرى
ماذا حدث ووجد والده غارقا فى دمائه لم يصدق اسرع لاعلى فلم يجده اذن هو
من مات لقد مات وانتهى كل شئ لم يتمالك اعصابه جلس دون حراك لا دموع ذهول
من هول الحادث ووجد الورقه على التربيزه فتحها فقد وجد فيها
اقر انا
مصطفى اننى قد انتحرت بأرادتى ناهيا حياتى بيدي هاربا من حقيقه الواقع
المرير لقد اثقلت الديون والالتزامات كاهلى ولم اعد استطيع اكمال الحياه
لذلك قررت انهائها لكى استريح
ادرك الولد حقيقه ماحدث
قائلا
ان كنت نهيتها لكى تستريح من متاعب الدنيا فلاخره متاعب اكثر



انتهى

موضوع جميل جدا

مشكور احمد على التوبيك الجميل